منتديات روافد الحريه***( ثوره على ضفاف النيل )
منتديات روافد الحريه***( ثوره على ضفاف النيل )
منتديات روافد الحريه***( ثوره على ضفاف النيل )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات روافد الحريه***( ثوره على ضفاف النيل )

ثقافىاجتماعى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا بكم فى منتديات روافد الحريه
وقوله تعالى { استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }
يا غياث المستغيثين، يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا بديع السماوات و الأرض، يا عزيز ، يا من يجيب المضطر إذا دعاه ... والمريض يدعو الله بنحو : يا رحمن يا رحيم يا شافي يا عافي اللهم رب الناس أذهب الباس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما...
هُوَ اللهُ الذي لا إله إلا هُوَ عالمُ الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم. هُوَ اللهُ الذي لا إله إلا هُوَ المَلك القدوس السلام المُؤْمِنُ المُهَيمن العزيزُ الجبارُ المتكبرُ سُبْحَانَ الله عما يُشِركون. هُوَ الله الخالق البارئ المُصَور له الأسماء الحُسْنى يُسَبّحُ له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم(
قـُـِل اللهُمَّ مالكَ المُلكِ تؤتي المُلكَ مَنْ تشاءُ و تنزعُ المُلكَ مِمن تشاء و تُعِز مَن تشاءُ و تُذل من تشاء بيدك الخيرُ إنك على كل شيء قدير. تولجُ الليلَ في النهار وتولجُ النهارَ في الليل و تُخرج الحَيَّ مِنَ المَيّت وتُخرج المَيّتَ مِنَ الحَي وترزق مَنْ تَشاءُ
اللهم صَلِّ على محمد و أزواجه و ذريته كما صليت على آل إبراهيم و بارك على محمد وأزواجه و ذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد

 

  وجوه الإعجاز في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hs_hs9




عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 02/03/2011

 وجوه الإعجاز في القرآن الكريم  Empty
مُساهمةموضوع: وجوه الإعجاز في القرآن الكريم     وجوه الإعجاز في القرآن الكريم  I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 08, 2011 8:14 am

الذي حصلته في هذه المسألة 23 قولا من أقوال السادة العلماء وما يلاحظ فيها الآتي :
1- أكثر هذه الأقوال انحصر في ثلاثة أوجه من الإعجاز .
2-أكثرها اشتمل على الجانب اللغوي بتركيز شديد مع تجاهل باقي جوانب الإعجاز ويلاحظ أن الغالب من أقوال السلف عن الإعجاز تنحصر في الإعجاز اللغوي أما المحدثين فالغالب من كلامهم ينحصر في الإعجاز العلمي.
3-وجود تكرار مباشر أو غير مباشر في تلك الوجوه ، لذا أفضل ذكر هذه الوجوه بلا تكرار مع التنبيه على التسلسل الذي تعمدته ثم أبين للقارئ الكريم أن أهم وجوه الإعجاز
تنقسم إلى 22 قولا مع حذف التكرار والله أعلم وهي :
1- الأخبار عن الأمور المستقبلية
2- الإخبار عن قصص الأولين وسائر المتقدمين.
3- الإخبار عما في الضمائر مثل ( وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذَبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ
حَسْبُهُمْ جَهَنَّمْ يَصْلَوْنَها فَبِئْس الْمَصِيرْ )
4- النظم والتأليف

5- الفصاحة
6-عذوبة الأسلوب
7- السلامة من العيوب
8- صحة المعاني
9-البلاغة في مقام عال في جميع أجزائه .
10-التدبر في علم البيان فى القرآن الكريم
11- إيجاز مع غاية البلاغة .
12-اشتماله على المعاني الدقيقة بصورة معجزة
13-كونه خارجا عن جنس كلام العرب من نثر وشعر وخطب مع كونه من حروف لغتهم.
14- القول السابق مع إضافة اختلاف مطالعه ومقاطعه وفواصله .
15-سلامة اللفظ مما يشينه كالتعقيد والاستكراه.
16-ليس في طاقة البشر الإحاطة بحكم الله سبحانه وتعالى في كلامه.
17- يدرك ولا يمكن وصفه مثل استحالة وصف صوت جميل.
18-لا يمل سامعه مع لذة كبيرة.
19- اشتماله على علوم الكثيرة.
20-حفظه من التحريف.
21-خلوه من التناقض.
22-كل ذلك : يعني كل ما ذُكر إعجازا صحيحا يعتد به.
ويلاحظ القارئ الكريم أن-:
الأقوال من الأول إلى الثالث تخص الإخبار عن الغيوب.




والأقوال من (4-15) تخص لغة القرآن الكريم.
- والأقوال السابع عشر والثامن عشر يخص كونه شيئاً لا يمكن التعبير عنه.
وننتهي بما سبق ذكره بأن وجوه إعجاز القرآن هي تسعة وهي:
19-الأخبار عن الغيوب :
مثال للمستقبل ( تَبَّتُ يَدَا أَبِى لَهَبِ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالْهُ وَمَا كَسَب * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدِ ) هذا تحدي فلو أعلن أبو لهب إسلامه لفسدت الدعوة كلها ولكن الله علم أنه لن يسلم ومثال آخر (الم * غلبت الروم * فِي أَدْنَى الْأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغُلبُون ) فكيف يتم التنبؤ بنتيجة كهذه قبل وقوعها بسنوات .
19- لغة القرآن الكريم :
وهذا باب واسع جدا ضم علوما كثيرة ولغة القرآن الكريم تحدث العلماء والباحثون عنها مع اختلافات بينهم في السرد فقط. وممن ذهب إلى أن وجوه الإعجاز تخص هذا الفرع مع إضافات لبعضهم القاضي أبي بكر الباقلاني- الرازي- ابن عطية- المراكشي- الأصبهاني- الرماني- ابن سراقة (ومن المحدثين ) الرافعي- محمد بكر إسماعيل- رشيد رضا- سيد قطب) وإلى القارئ الكريم بعض الخطوط العريضة التي تخص هذا الجانب .
1- بهر القرآن بلغته السلسة الخالية تماما من التعقيد والتنافر فطاحل اللغة العربية واشتمل بخصائصه اللغوية أمورا لم تتوفر لسواه وهذا سر التحدي.
2-لا يزيد الباحث مع القرآن الكريم إلا حبا وشوقا وكأنه بحر عميق لا ينضب ولا يجف بل لا يزداد إلا عذوبة ورقة وحلاوة وطلاوة ولا يجده الباحث بأي حال في أي جانب إلا غضا رقيقا طريا.
3-ترتيب آياته وسوره غاية في التناسق رغم كونه نزلا منجما في ثلاث وعشرين سنة وكل ذلك بلا تناقض مع إحكام معجز في اللفظ والمعنى.
4- قال ابن عطية: (الصحيح والذي عليه الجمهور والحذاق في إعجازه أنه بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه ، وذلك أن الله أحاط بكل شيء علما ، وأحاط بالكلام كله علما ، فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم ذلك من أول القرآن إلى آخره) .
5- قال الأصبهاني مراتب تأليف الكلام خمس :
الأولى : ضم الحروف المبسوطة بعضها إلى بعض لتحصل الكلمات الثلاث: الاسم والفعل والحرف
الثانية : تأليف هذه الكلمات بعضها إلى بعض لتحصل الجمل المفيدة و هذا النوع يتداوله الناس في مخاطباتهم
الثالثة : ضم ذلك بعضه إلى بعض ضما له مباد ومقاطع ومداخل ومخارج ويقال له المنظوم.
الرابعة : أن يعتبر في أواخر الكلام مع ذلك تسجيع.
الخامسة : أن يجعل له مع ذلك وزن ويقال له الشعر والمنظوم إما محاورة ويقال له الخطابة ومكاتبة ويقال لها الرسالة فأنواع الكلام لا تخرج عن هذه الأقسام والقرآن الكريم جامع لمحاسن الجميع مع كونه ليس بشعر ولا بنثر ولا بكلام مثل كلام البشر
6- إذا أردت أن تعرف أنواع البلاغة في آيات القرآن الكريم فعليك بكتاب (الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان لابن القيم رحمه الله )
7-من أظهر الفروق بين أنواع البلاغة في القرآن وبين هذه الأنواع في كلام البلغاء أن نظم القرآن يقتضي كل ما فيه اقتضاء طبيعيا بحيث يبني هو عليها لأنها أصل في تركيبه ولا تبنى هي عليه ، فليس فيها استعارة ولا مجاز ولا كناية في الإمكان أن يصلح غيره في موضعه وكل ما في القرآن من نحو وبلاغة وبيان إعجاز لغوي جزء من القرآن لا ينفصل عنه. مع مراعاة القراءات المختلفة الصحيحة وهذا شيء مبهر يحير العقول اللهم إلا أن نقول أن الله أراده معجزة عقلية سامية وخالدة.
8- ينفرد القرآن الكريم بخاصية عجيبة ألا وهي امتزاج اللفظ والمعنى كأنهما روحان يمتزجان فلا يطغي أحدهما على حساب الآخر وفي كلام المخلوقين لا تجد إلا طغيان المعنى على حساب اللفظ أو طغيان اللفظ على حساب المعنى والذي يتضح لكل دارس للغة العرب أن العرب وإن هذبوا الكلام وبالغوا في إحكامه كان تكلفا لا يسلم أبدا من عيوب مثل الإطناب في موقع الحذف وحذف في موضع الإطناب والقرآن الكريم لا يتكلف أبدا في ذلك لأنه كلام العلي الخبير. ونجد ذلك العجز واضحا جليا عند كبار الشعراء فنجد الشاعر يضع لفظة لا يريدها ولكنه اضطر إليها لإكمال السجع والأوزا ن
9- مناسبة أسلوب القرآن الكريم حتى يوافق الطباع والتقلبات النفسية والعقلية لكل زمان ومكان وما هذا إلا أن الله سبحانه وتعالى إله كل زمان ومكان فلغة القرآن وشريعته غاية في الإعجاز.
10- إعجاز وضع الجمل وتراكيبها ووضع الكلمة والحرف.
وفي الجوانب اللغوية مؤلفات كثيرة ولعل الداعي لذلك حاجة الناس لها في زمن الزندقة وبراعة العلماء لهذا الجانب اللغوي سهل عليهم التأليف فيه لأن القرآن الكريم كلام بلسان عربي مبين.
20- استحالة الإتيان بمثله :
راجع قرآن مسيلمة وطلحة الأسدي في الفصل الأول ومن حاول غيرهما تقليد القرآن الكريم باء بغضب من الله ولاقى الفشل الذريع وعداء أتباعه ولو بعد حين .
وسنتعرض لذلك إن شاء الله بشيء من التفصيل في مسألة معارضة القرآن في الفصل الثالث وصدق الله العظيم ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمعَت الْأْنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْل هذا القرآن لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)
22- تأثيره في سامعيه :
القرآن الكريم يقتحم أعماق القلوب: قبل أن يتجاوز الآذان ويجمع بين الرغبة والرهبة في آن واحد بأسلوب لا تمله القلوب ولا يشبع منه العلماء ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَل لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) أسلم الكثير عند سماعهم لآيات منه قديما وحديثا ولما سمع جبير بن مطعم النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور حتى بلغ قوله تعالى (أَمْ خُلقُوا مِنْ غَيْر شَيْء أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ )
قال كاد قلبي أن يطير وذلك أول ما وقر في قلبي من الإسلام.
ومثال آخر: قصة إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما لطم أخته وطلب منها أن تعطيه شيئاً من القرآن فقالت له أنك نجس فاغتسل فأعطته صحيفة فقرأ ما بها من صدر سورة طه فقال دلوني على محمد وأسلم .
والأمثلة كثيرة على مر العصور واذكر منها في عصرنا الحالي :
1- إسلام طيار كندي بعدما سمع آيات من القرآن الكريم قبل هبوطه لمطار القاهرة وقد سأل عن هذا الصوت الجميل وهذا النظم العظيم وكان لا يعلم شيئا من العربية فقيل لـه أن هذا القرآن الكريم كتاب المسلمين المقدس بصوت الشيخ محمد رفعت فأعلن اسلامه على الفور.
2-إسلام امرأة أمريكية وهي تسمع خطبة لسيد قطب رحمه الله وهي لا تعلم شيئا عن العربية غير أنها أحست بوجود كلام داخل الخطبة لا يمكن أن يكون قول بشر.
3-إسلام كثير من أهل قرية نيجيرية عند سماعهم لآيات من القرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رغم جهلهم للغة العربية. وما ذلك إلا لأنه كلام الله سبحانه وتعالى لتأثيره الذي لا يقاس على تأثير أي كلام آخر
22- علوم انفرد بها :
وممن ذهب لهذا الوجه من الإعجاز ابن سراقة والقاضي عياض.
1- اشتمل هذا الكتب العزيز على كثير من العلوم والمعارف فكان كتاب هداية ومنهج حياة ويقول محمد عبد العظيم في مناهل العرفان (تقرؤه فإذا بحر العلوم والمعارف متلاطم زاخر وإذا روح الإصلاح فيه قوي قاهر ثم إذا هو يجمع الكمال من أطرافه . فبينما تراه يصلح ما أفسد الفلاسفة بفلسفتهم إذ تراه يعدم ما تردي فيه الوثنيون وبينما تراه يصحح ما حرفه أهل الأديان في ديانتهم ، إذ تراه يقدم للإنسان مزيجا صالحا من عقيدة راشدة ترفع همة العبد وعبادة قويمة تطهر نفسه وأخلاق عالية تؤهل الإنسان أن يكون خليفة الله " في أرضه وأحكام مدنية وشخصية واجتماعية تكفل حماية المجتمع من الفوضى والفساد وتضمن لـه حياة الطمأنينة والنظام والسلام)
2- كان العلم عند الأمم التي انطوت قبل الإسلام مما لا تستطيعه إلا طبقات تمتاز به، فكانت العلوم من خصائص الكهنة عند المصريين والأشوريين ومن أبناء الشرفاء عند
الرومان وطائفة يقع الخيار عليها عند الهنود واليونان. فلما جاء الإسلام حث على طلب العلم ووضع الله سبحانه وتعالى العلماء في منزلة عالية (يَرْفَع اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعلْم دَرَجَات واللهُ بِمَا تَعُملُونَ خَبِيرٌ )
3-أطلق الإسلام الحرية العلمية وحث على المنافسات العلمية فأتي بثمار لم تعرف البشرية لها مثيلا رغم ضعف الإمكانات المادية.
4- ظهر اثر ذلك في تغيير طارئ على العقل الإنساني مما جعل الأوربيين يعزلون سلطة الكنيسة عن البحث العلمي وجعل سلطة الكنيسة في الأمور التعبدية والعقائد الدينية البحتة.
5- قال ابن أبي الفضل: جمع القرآن علوم الأوليين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم بها ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ورث ذلك عنه معظم الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن عباس (رضى الله عنهم أجمعين )
6-اعتنى قوم بكلماته ومخارج حروفه وعددها وعدد سجداته فسموا القراء واعتنى النحاة بالمعرب والمبنى من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها . . . . وبعضهم أعرب القرآن إعراباً كاملا.
واعتنى المفسرون بألفاظه ووجدوا لفظا يدل على معنى واحد ولفظا يدل على معنيين ولفظا يدل على أكثر واوضحوا المعنى الخفي واستنبط الأصوليون أدلة منه تدل على وحدانية الله وعلمه وقدرته وهو علم التوحيد الآن وتأمل طائفة ما فيه من قصص السابقين وسموا ذلك بالتاريخ.

وتنبه قوم لما فيه من مواعظ ووعد ووعيد فسموا الوعاظ.
ونظر قوم لما فيه من آيات الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم والبروج فاستخرجوا علم المواقيت. ونظر بعضهم لجزالة اللفظ وحسن السياق والتلوين في الخطاب والمقاطع واستخرجوا علم البيان والبديع وكذلك استمد من القرآن علوم كثيرة أخرى .
8- ومن الملاحظ أن القرآن وتقدم المسلمين وسيادتهم للأرض يسيران على وتيرة واحدة فكلما قام أهل الإسلام بتعاليمه سادوا الأرض والعكس صحيح. أما أهل الكفر والضلال كلما بعدوا عن تعاليم دينهم تقدموا مثل أوروبا التي تقدمت بعدما عُزلت الكنيسة عن البحوث العلمية.
23- حفظه من التبديل :
يقول القاضي عياض :
1-تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
لا يضيع حرف من حروفه ونقرأه كما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم .
2-من حفظ الله له تيسيره لجمع القرآن (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)
وممن جمع القرآن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ رضى الله عنهم أجمعين .
3-جمع القرآن في عهد أبي بكر وعثمان بن عفان رضي الله عنهما.
24- خلوه من التناقض :
وممن تكلم عن هذا الجانب من الإعجاز ابن سراقة وحازم وابن عطية .
ويتضح ذلك من طول القرآن الكريم وتناسق لغوته وعلومه وكونه بنظم واحد فصيح معجز من أوله لآخره (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيِه اخْتِلافاً كَثِيراً ) فالقرآن الكريم صحت علومه للقاصي والداني ولكنه الكبر والعناد . ومثال لذلك ما فيه من أعداد الحساب من الجمع والضرب والقسمة والموافقة والمقاسمة ما يعلم أهل الحساب أنه لا يأتي إلا من لدن حكيم خبير .
وأبلغ مثال على خلوه من التناقض أن أعداء الإسلام على ما توفر لهم من إمكانيات ضخمة لمعادة الإسلام لا يصدر عنهم ولو بعد حين إلا ما يؤكد صدق القرآن الكريم الكتاب الوحيد الموافق لصحيح العلم الحديث .
25- أنه شيء لا يمكن التعبير عنه :-
وممن ذهب لهذا (السكاكي ، أبو حيان التوحيدي )
فهذا شيء يحير العقول ، وليس له تفسير إلا أنه كلام الله سبحانه وتعالى ..
فكيف لمخلوق أن يحيط به ويعبر عنه.قال أبو حيان التوحيدي :
(ليس في طاقة البشر الإحاطة بأغراض الله في كلامه وأسراره في كتابه فلذلك حارت العقول وتاهت البصائر عنده )
26- كل ما ذكر من وجوه الإعجاز صحيح :
وممن ذهب لهذا أبو حيان التوحيدي ، الكاكي ، ابن سراقة ، الزركشي ، وأقول (الذي يدفع النفس للحيرة والدهشة أن جهابذة هذا الفن ورد عن بعضهم تفسيرا قاصرا للإعجاز مثل أقوال يفهم منها حصر الإعجاز على الجانب اللغوي على سبيل المثال لكني أقول لعل هذا ما اشتهر على لسان أتباعهم ولا ينفي وجود أقوال أخرى ثانيا قدم بعضهم تفاسيرا لمفهوم الإعجاز في تصوره أنها تجمع كل ذلك ولكن بإيجاز شديد لم يفهم البعض مراده وإنما أقول هذا لأننا مأمورون بإحسان الظن خاصة تجاه هؤلاء العلماء. وسؤال يطرح نفسه هل هذه الأقوال فقط هي التي تخص الإعجاز ؟ (أقول أنه يصعب جدا أن أقول عدم ورود غيرها من السلف الصالح وكذلك كل ما صح أو سيصح من الخلف مأمورون بالأخذ به ولكني ذكرت ما تيسر وأعجبني قول ابن سراقة اختلف أهل العلم في إعجاز القرآن الكريم فذكروا في ذلك وجوها كثيرة كلها حكمة وصواب وما بلغوا في إعجازه جزءا واحدا من عشر معشاره )
-27تنبيهات هامة: والذي تبين لي وجود رابط أخر بين هذه الأقوال كلها ربما انتبه إليه البعض لوروده مجملا على ألسنتهم ألا وهو أن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى وهو فعال لما يريد ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون فحين يتكلم سبحانه وتعالى خاصة في القرآن الكريم يكون كلامه مخالفا للمخلوقين بإعجاز عظيم فانتبه إلى الاختلاف.
مثال: خلق الله النار وجعل فيها خاصية الإحراق لكنه جعلها بردا وسلاما على إبراهيم، جعل الشمس تشرق من المشرق لكنه يجعلها في أخر الزمان تشرق من المغرب. ومثال لغوي في القرآن الكريم قال تعالى (ألم ، ألمص، ق ، ص. . . ) وهي آيات كريمات وكل حرف فيهن بعشر حسنات ولم يستهزأ المشركون بها وهذا لكونها معجزة رغم أنها حروف مقطعة، وإن انتبهت لما أعنى فاقرأ قول القاضي عياض (من إعجاز القرآن الكريم صور نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ولم يوجد قبله ولا بعده نظيرا لـه)
فالقاضي عياض رحمه الله ذكر الجانب اللغوي وكونه مخالفا لكلام العرب رغم كونه بلسان عربي مبين وهذا لا ينفي أمورا أخرى يحتملها قوله.
وعلى هذا المنوال انتبه للآتي:-
1- نزوله بعض آيات القرآن الكريم على الأنبياء من قبله صلى الله عليه وسلم مثل (بسم الله الرحمن الرحيم) التي نزلت على سليمان عليه السلام.
2- نزوله على سبعة أحرف وهذا شيء لغوي لم يعهد من قبل.
3- حفظه بالصورة العجيبة رغم تحريف التوراة والإنجيل.
4-تحكم القرآن الكريم في الألفاظ ومن ذلك ما يسميه أهل العلم غريب القرآن أو إعراب القرآن كما سماه الصحابة رضى الله عنهم ، ومنشأ الغرابة أن يكون اللفظ من لغات متفرقة أو كونه مستعملا على وجه إسلامي أخرجه عن معناه الأصلي مثل الكفر والإيمان والظلم .
-28والوجوه والنظائر فهي ألفاظ وردت بمعان مختلفة كلفظ الصلاة والرحمة والفتنة والروح والإفراد ألفاظ تجيء بمعنى غير المعنى التي تستعمل عادة. مثال كل ما ذكر من ألفاظ البروج فهي الكواكب إلا (ولو كنتم في بروج مشيدة) فهي القصور الطوال الحصينة
-29ومما يتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية الإعجاز أمور منها :
1-كونه أمي لا يقرأ ولا يكتب فكيف يأتي بكتاب به كل هذه العلوم مع عدم التناقض كما سبق .
2- نزول القرآن الكريم عليه متمما في نيف وعشرين عاما ومنه الليلي والنهاري ومنه المكي والمدني والحضري والسفري والأرضي والسماوي ومنه الفراشي والنومي فيستحيل إن كان القرآن من وضعه صلي الله عليه وسلم أن ينسجم مزاجه على كل تلك الأحوال بلا تناقض. وهذا يؤكد أن قائل القرآن الكريم هو الحي الذي لا ينام ولا يموت.
3- إتيانه بأمور غيبية لا تأتي إلا من الوحي الإلهي مثل سورة المسد فكيف علم بأن أبا لهب لن يسلم وقد أسلم بعض كبار أعداء الإسلام مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
-30ومما يتصل بالناس من إعجاز القرآن الكريم أمور منها:
1- نزول القرآن الكريم مرتبطا بواقع الناس وليس معزولا بل ينظم لهم أمور دنياهم وأخراهم .
2- رغم المؤلفات الضخمة في الإعجاز والتي وضعت من قبل متخصصين لا يزال هذا الموضوع ينبوعاً لا ينضب وهذا يقره مؤمنهم وكافرهم.
3- فشل كبار الكفار في معارضة القرآن الكريم مما يدل على كونه معجز.
-31مسألة هامة ( القدر المعجز من القرآن الكريم):
في هذه المسألة أربعة أقوال غير أنهم لم يتعرضوا لها بشيء من التفصيل
القول الأول:
قول بعض المعتزلة أنه متعلق بجميع القرآن. وواضح أن هذا القول يشترط في الإعجاز قدر كل القرآن وهو وجه باطل متكلف جدا.
القول الثاني:
منسوب للقاضي الباقلاني: أن الإعجاز يتعلق بسورة طويلة كانت أو قصيرة2 واستدل بقوله تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) وهذا القول أيضا خلاف الحق كما سيأتي إن شاء الله لأن الإعجاز بالسورة لا ينفي إعجاز بدونها. وقد ناقض القاضي الباقلاني نفسه بنفيه لهذا القول كما سيأتي.
القول الثالث:
منسوب للقاضي الباقلاني أيضا أن الإعجاز يتعلق بسورة أو قدرها في الكلام وذلك بسورة قصيرة كسورة الكوثر أو آية بقدر حروف سورة واستدل بعدم وجود دليل على المعارضة في أقل من هذا القدر. وهذا قول غير صحيح لما سيأتي في القول الرابع إن شاء الله
القول الرابع:
الإعجاز يتعلق بقليل القرآن وكثيره3 واستدلوا بقوله تعالى ( فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثِ مِثُلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ) هذا القول هو الحق إن شاء الله تعالى:
وذهب بعض أهل العلم قديما إلى ترجيح هذا القول ومن المحدثين
(مصطفى صادق الرافعي- في كتابه إعجاز القرآن- ومناع القطان في كتابه مباحث في علوم القرآن )
1- الآية من القرآن كبرت أو صغرت لها إعجازها ولها موضوعها وإن جاءت على نسق الآيات الأخرى في سورتها.
1- الآية الكبيرة مثل آية الدين في أواخر سورة البقرة تحوي مسائل وعلوم شتى ، بعد هذا نقول أنها معجزة لأننا لا نستطيع فصل اللفظ عن المعنى بل هما في القرآن الكريم روحان يمتزجان .
2- الآية الصغيرة مثل (اللَّهُ الصَّمَدُ) أقول أنها معجزة بمفردها لأمور منها أنها آية كريمة وتناسق الآية مع آيات السورة في المعنى واللغة ظاهر واضح والآية شملت لفظ الجلالة وكلمة الصمد: وهي من أسماء الله الحسنى
قال ابن عباس: الصمد الذي كمل في سؤوده والشريف الذي كمل في شرفه والعظيم الذي كمل في عظمته والحليم الذي كمل في حلمه والعليم الذي كمل في علمه والحكيم الذي كمل في حكمته وهو الذي كمل في أنواع الشرف والسؤدد وهو الله سبحانه الذي ليس كمثله شيء وقال الحسن وقتادة : هو الباقي بعد خلقه وقال الحسن: الصمد هو الحي القيوم الذي لا زوال له وقال عكرمة: الصمد الذي لم يخرج منه شيء ولا يطعم وقال الربيع بن أنس : هو الذي لم يلد ولم يولد وقال البعض الصمد الذي لا جوف لـه والصمد نور يتلألأ وكل هذه الأقوال صحيحة . فانظر إلى جمال الآية وبراعة وإعجاز المعنى لأننا لا نستطيع فصل اللفظ عن المعنى فهل بعد هذا الجمال جمال وإعجاز ثم إن الآية الصغيرة مثل ما ذكرت (الله الصمد) حين تذكر تصرف الذهن إلى سورة الإخلاص لذا فهي ليست شيء منفصلا وحده بل هي جزء من سورة.
ب- والآية الكبيرة مثل ( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمشْكَاة فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيِّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَة زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةِ وَلاَ غَرْبِيَّة يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيء وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْه نَارٌ نُورٌ عَلَى نُور يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
حين نسمع ابتداء من (مثل نوره كمشكاة ..... إلى آخر الآية ) جزء من آية كريمة )
أقول وبالله التوفيق أنها معجزة في كل جزء من أجزائها فهذا التشبيه وهذا الجمال في المعنى والتقريب بهذا المثل شيء ليس في طاقة البشر وهو ما حير اللغويين والأدباء جيلا بعد جيل فهل بعد هذا يقال أنها ليست معجزة لأن الآية غير تامة ؟ وقد ترك بعض الزنادقة معارضة القرآن الكريم عند تعرضهم لمثل هذا وقال ما يقول هذا بشر، فانظر إلى الإعجاز رغم كونها أقل من آية كريمة .
جـ- أما الكلمة والحرف فهي معجزة لوجودها آية أو في آية :
فحين نسمع (وَلا يَسْتَثْنُونَ )
فهي معجزة لما سبق ذكره ثم أنها كلام الله عز وجل ووضع الحرف معجز لأنك إن حذفت من القرآن حرفا واحدا لإختل اللفظ والمعنى وأصبح الأسلوب ركيكا منصرفا عما وضع له وهذا في كل القراءات الصحيحة.
وقد كثر في القرآن الكريم إبدال كلمة بكلمة مثل فسواهن سبع سماوات و( فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ )
وإبدال حرف بحرف مثل (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ (و) م وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ)
وعلى هذا فالقرآن كله معجز من حروفه وكلماته وجمله وآياته وسوره لفظا ومعنى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وجوه الإعجاز في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
» معنى الإعجاز في القرآن الكريم
» من الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم
» من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم
» الدعاء في القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات روافد الحريه***( ثوره على ضفاف النيل ) :: الاعجاز فى القران-
انتقل الى: