sfsf444
عدد المساهمات : 55
تاريخ التسجيل : 02/03/2011
 | موضوع: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ  الإثنين مارس 07, 2011 10:57 am | |
| وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وفيها بيّن الله وظيفة الأمة التي لأجلها خلقهم, أن ذلك لأجل أن يتوجهوا له بالعبادة جنهم وإنسهم, فلم يرد الله منهم تكثراً ولا استغناءً وإنما أراد أن يصرفوا له العبادة, ولذلك قال في القرآن (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) (أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) قال الشافعي : لا يؤمر ولا ينهى. والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وتأمل أنه ذكر الآية بصيغة الحصر فقال (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ليبين أنه ليس ثمة هدف آخر لخلقهم غير ذلك, فيا خسارة من أمضى حياته في غير عبادة الله. وفي الآية بيان أن ذلك للإنس والجن على حد سواء. المسألة الثانية: ذكر المصنف في الباب قوله تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) وفيها يبين سبحانه أنه أرسل الرسل في الأمم, وكان الأمر المشترك في دعوتهم هو دعوتهم للتوحيد, فكل من أرسل منهم دعى قومه للتوحيد, وهذا يبين لك أهمية التوحيد, وأنه آكد الأمور, حيث تضافر عليه الأنبياء والرسل, الذين قد تختلف تفاصيل شرائعهم ولكنهم يتفقون على التوحيد, وقد قال الله (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) المسألة الثالثة: ذكر المصنف في الباب قوله تعالى(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) فحينما ذكر الواجبات بدأ بالتوحيد, ولا شك أن هذا يبين أنه أهم الأمور, فتقدمه للاحتفاء به والعناية به. فقوله قضى أي وصى وأمر, وقبلها قوله (لا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولاً) وفيه أيضاً عظم حق الوالدين, حيث قرنهم مع الأمر بعبادته وحده سبحانه, ونظيرها قوله (أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) المسألة الرابعة: ذكر المصنف في الباب قوله تعالى(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) وهذه الاية تسمى آية الحقوق العشرة, لأن فيها الأمر بعشرة أمور ابتدأت بالأمر بالعبادة والنهي عن الشرك, ثم حق الوالدين وذي القربى واليتامى وهكذا. فتقديم حق الله دليل على أنه أعظم الحقوق وآكدها, فالعبد مأمور بأن يعبد الله, والعبادة إنما تصح إذا توافر فيها الإخلاص والمتابعة, ثم زاد ذلك تأكيداً بالنهي عن أي شيء من الشرك المسألة الخامسة: ذكر المصنف في الباب قوله تعالى (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) ثم ذكر كلام ابن مسعود t: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد rالتي عليها خاتمة فليقرأ قوله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) - إلى قوله - (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا..) الآية. وهذه الآيات بلا شك تدل على أهمية التوحيد, من وجهين: 1/ أن الله ذكر في الآيات أموراً, ذكر ابن مسعود بأنها وصية النبي r التي عليها خاتمه, والعادة أن الإنسان لا يوصي إلا بأهم الأشياء, وختم الوصية دليل على أنها لا تتغير, ولذلك قال ابن عباس : هذه الآيات محكمات في جميع الكتب لم ينسخهن شيء وهن محرمات على بني آدم كلهم، وهن أم الكتاب، من عمل بهن دخل الجنة، ومن تركهن دخل النار. 2/ أن الله ابتدأ في الآيات بذكر النهي عن الشرك, والتقديم يفيد التأكيد, فكأنه قال: أول ما أتلوا عليكم أن لا تشركوا بالله شيئاً. المسألة السادسة: ذكر المصنف حديث معاذ بن جبل t, وفيه أن رسول الله r قال له " يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟" فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً" فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا" والحديث يدل على أهمية التوحيد من وجوه 1/أن النبي r جعله حقاً لله على العباد, وهو الحق الذي لأجله خلق الله الخلق. 2/ أن النبي r جعل جزاء من قام به أن الله لا يعذبه, وهذا تفضل من الله, وإلا فليس للعباد على الله حق واجب, وإنما هو تفضل منه سبحانه. 3/ أن النبي r ساق هذا الأمر بصيغة الاستفهام لتتشوف النفس لما سيذكر, وهو أسلوب يفعله إذا أراد أن يؤكد الكلام. والخلاصة أن هذه النصوص تدل بمجموعها على أهمية التوحيد وآكديته والاحتفاء به. | |
|
